في ظل التحول الرقمي الشامل الذي يشهده الاتحاد الأوروبي، تدخل إدارة الحدود مرحلة جديدة أكثر تطورًا وذكاءً مع إطلاق نظام EES (نظام الدخول والخروج الأوروبي الجديد). ففي الواقع يمثل هذا النظام خطوة تاريخية نحو استبدال أختام الجوازات التقليدية بتقنية رقمية متطورة تتيح تسجيل دخول وخروج المسافرين بدقة. ولكن، كيف سيتغير دخول المسافرين إلى أوروبا بعد عام 2025؟
يهدف نظام EES إلى جعل تجربة السفر أكثر سرعة وأمانًا من خلال تسجيل البيانات إلكترونيًا، مما يساعد السلطات على تتبع فترات الإقامة ومنع تجاوزها، ويُعزز في الوقت نفسه أمن الحدود الأوروبية. نستعرض فيما يلي أبرز النقاط التي يجب معرفتها عن نظام EES الجديد والتغييرات التي ستطرأ على الدخول إلى أوروبا.
أهم النقاط:
- تحول رقمي شامل لإدارة الحدود الأوروبية، حيث يستبدل نظام EES أختام الجوازات اليدوية بتسجيل إلكتروني يعتمد على البيانات البيومترية لتوثيق دخول وخروج المسافرين بدقة.
- يهدف النظام إلى مكافحة الهجرة غير النظامية، والتقليل من تجاوز فترات الإقامة القانونية، مع تسريع مرور المسافرين عبر استخدام البوابات الإلكترونية.
- يعمل EES بالتوازي مع ETIAS، الذي يفرض تصريح سفر إلكتروني مسبق للزوار المعفيين من التأشيرة، ليشكلا معًا منظومة متكاملة للأمن والرقابة قبل وأثناء الدخول إلى منطقة شنغن.
جدول المحتويات
ما هو نظام EES؟
نظام الدخول والخروج الأوروبي الجديد EES أو (Entry/Exit System) هو نظام إلكتروني جديد لتوثيق مواعيد دخول وخروج المسافرين من خارج دول الاتحاد الأوروبي ومنطقة شنغن. سواء كانوا يحتاجون تأشيرة أو معفيين منها، طالما كانت مدة الإقامة قصيرة (حتى 90 يومًا خلال 180 يومًا).
ويهدف هذا النظام إلى تسجيل بيانات المسافرين المهمة مثل بصمات الأصابع والصور، ومعلومات الدخول والخروج، مما يؤدي إلى استبدال الطوابع الورقية اليدوية التقليدية في جوازات السفر، ويوفر دقة أكبر وسرعة في عمليات التفتيش.
يشرف على تنفيذ نظام EES الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع وكالة eu-LISA، وهي الوكالة التقنية المسؤولة عن إدارة أنظمة المعلومات الكبرى الخاصة بالأمن والحدود والهجرة داخل الاتحاد. تتولى eu-LISA بناء وتشغيل قاعدة البيانات المركزية التي تتصل بكل الدول الأعضاء في منطقة شنغن لضمان توحيد البيانات والإجراءات.
متى يبدأ تطبيق النظام؟
بدأ تطبيق نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES) رسميًا في 12 أكتوبر 2025، حيث تم تفعيل النظام في عدد محدود من نقاط الحدود الخارجية لاختبار كفاءة الأداء والربط بين الأنظمة الوطنية والداتا المركزية في بروكسل.
ستتم عملية التقديم على مدى فترة تمتد لستة أشهر، بحيث يتم إدخال البيانات البيومترية والمعلومات الشخصية للمسافرين من دول خارج الاتحاد بشكل تدريجي عند بعض نقاط العبور الحدودية. من المتوقع أن يكتمل تطبيق النظام بالكامل في جميع نقاط العبور الحدودية بحلول 10 ابريل 2026.
ستستمر خلال هذه الفترة أختام جوازات السفر التقليدية مؤقتًا إلى أن يحل النظام الإلكتروني محلها تمامًا. من الدول التي بدأت في تطبيق هذا النظام هي إستونيا ولوكسمبورغ وجمهورية التشيك.
من سيُطبّق عليه نظام EES الجديد؟
المسافرون المعفيين من التأشيرة: ويشمل ذلك مواطني الدول الثالثة الذين يُسمح لهم حالياً بالدخول إلى منطقة شنغن دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة (مثل مواطني المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا، وأستراليا). بالنسبة لهذه الفئة، سيحل التسجيل البيومتري محل ختم الجواز اليدوي.
حاملو تأشيرات الإقامة القصيرة: ينطبق النظام على الأفراد الذين يتطلب سفرهم الحصول على تأشيرة شنغن للإقامة القصيرة (90 يوماً كحد أقصى خلال 180 يومًا).
جميع الأعمار: يتطلب النظام تسجيل البيانات البيومترية (صورة الوجه والبصمات) من جميع المسافرين الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً. أما الأطفال دون سن 12 عاماً، فيتم تسجيل صورة الوجه فقط، ويُطلب التسجيل الرقمي من جميع المسافرين، بمن فيهم الرضع والأطفال.
من هم المستثنون من النظام؟
- مواطنو دول الاتحاد الأوروبي ودول الشنغن.
- الأشخاص الذين يحملون بطاقة إقامة دائمة أو تصريح إقامة قانوني طويل المدى في إحدى دول الاتحاد أو منطقة شنغن.\
- بعض الفئات الخاصة مثل رؤساء الدول، بعض الموظفين الدبلوماسيين
ما الهدف من تطبيق النظام؟
- تعزيز أمن الاتحاد الأوروبي من خلال تحسين عمليات التحقق البيومتري وتمكين السلطات من الوصول الفوري إلى بيانات المسافرين.
- مكافحة الهجرة غير النظامية عبر رصد دقيق لكل حركة دخول وخروج، حيث يصبح كشف من يتجاوز فترة الإقامة القانونية (“overstayers”) أكثر فعالية، مما يساهم في الحد من الهجرة غير الشرعية. كما يسهم النظام أيضًا في كشف التزوير في الوثائق وتزييف الهويات باستعمال المقارنات البيومترية.
- تسريع إجراءات الدخول والخروج عند الحدود، وتخفيف الضغط على مراكز التفتيش التقليدية بإلغاء ختم جوازات السفر اليدوي. كما يمكن في الزيارات اللاحقة، استخدام البيانات المسجلة سلفًا (بصمات وصورة الوجه) لتسهيل المرور.
ما الذي سيتغير للمسافرين؟
- جمع البيانات البيومترية: في أول مرة تدخل فيها منطقة شنغن بعد بدء النظام، سيُطلب منك تقديم بصمات الأصابع وصورة للوجه. حيث يتم تسجيل هذه البيانات وتخزينها رقميًا في ملفك لمدة ثلاث سنوات.
- إلغاء ختم جواز السفر: لم يعد هناك ختم يدوي في جواز السفر. حيث سيتم تسجيل وقت وتاريخ ومكان الدخول والخروج بشكل إلكتروني في قاعدة بيانات مركزية خاصة بالنظام. مما يساعد في متابعة مدة إقامتك القانونية.
- تسهيل الدخول والخروج لاحقاً: عندما تعود للسفر بعد ذلك خلال فترة الثلاث سنوات، ستكون عمليات الدخول والخروج أسرع وأسهل، حيث يمكن استعمال البوابات الإلكترونية التي تتعرف على بصمتك أو وجهك دون الحاجة لتسجيل البيانات مجدداً.
- احتمال زيادة وقت الانتظار: في زيارتك الأولى بعد بدء تطبيق النظام، قد تحتاج إلى انتظار أطول قليلاً، خصوصاً في نقاط العبور المزدحمة، لأن جمع البيانات البيومترية يحتاج إلى وقت أكثر من وضع ختم على جواز السفر.
علاقة نظام EES بنظام ETIAS
نظام EES | نظام ETIAS | |
الوظيفة الأساسية | تسجيل الدخول والخروج للمسافرين من خارج الاتحاد الأوروبي باستخدام البيانات البيومترية (مثل الصورة وبصمات الأصابع). | تصريح سفر إلكتروني مسبق للمسافرين المعفيين من التأشيرة، يشمل التحقق الأمني قبل السفر. |
توقيت ومكان التطبيق | عند نقاط الدخول والخروج في دول الاتحاد الأوروبي. | قبل السفر، عبر تقديم طلب إلكتروني عبر الإنترنت. |
الفئة المستهدفة | جميع المواطنين من الدول الثالثة (حاملي التأشيرات والمعفيين منها). | فقط المواطنون من الدول الثالثة المعفيين من التأشيرة. |
تاريخ بدء التطبيق | 12 أكتوبر 2025 (بدأت العمليات تدريجيًا). | الربع الأخير من 2026 (بعد التنفيذ الكامل لـ EES). |
يمثل نظام الدخول والخروج الأوروبي (EES) خطوة تاريخية نحو تحديث وتأمين حدود الاتحاد الأوروبي، حيث يدمج التكنولوجيا الحديثة لتوفير تجربة سفر أكثر أمانًا وسلاسة للمسافرين من دول خارج الاتحاد. فمع استبدال الأختام اليدوية بجمع البيانات البيومترية الإلكترونية، يتمكن النظام من متابعة حركة المسافرين بدقة والحد من تجاوز مدة الإقامة القانونية، مما يعزز من أمن المنطقة ويقلل من التحديات المتعلقة بالهجرة غير النظامية والتزوير.
كما يتكامل نظام EES مع نظام معلومات وتصاريح السفر الأوروبي (ETIAS) ليشكلان معًا إطارًا متينًا لحماية الحدود وتسهيل تحركات الزوار. وفي ظل هذه التغييرات، يُنصح المسافرون بالاستعداد والتعرف على الإجراءات الجديدة لضمان رحلات سلسة وخالية من المشاكل.